سيزيف.. عالم من العبث

بما أننا ندور في عالم من العبث ومن اللاجدوى واللامنطق
فلا يوجد منطق يحكم الأشياء

فما يقال لا يُسمَع
وما يكتب لا يُقرَأ
وما يُفعَل لا يُنتِج

كلنا ندور في عالم من العبث
دائرة
ندور فيها دون الوصول لنهاية


قد قررت تغيير اسم مدونتي
من أنظر حولك في غضب
إلى سيزيف

فقد كنت أنظر حولي غاضباً
ربما يتغير شئ
وبما أنه لا جديد
فمن العبث أن أرهق مقلتي بالنظر غاضباً

وسيزيف بسبب أنه قدر هرب من عالم الموتى إلى الحياة
وصفد إله الموت بالسلاسل
فهو يدور في دائرة مغلقة

لذا حكم عليه زيوس كبير الآلهة
بأن يحمل صخرة ضخمة من أسفل جبل إلى أعلى قمته
وتتدحرج الصخرة إلى أسفل
وتسقط في سفح الجبل
فيهبط سيزيف
ويحملها ثانية ويصعد
ويضعها على القمة
فتسقط
وهكذا إلى ما لا نهاية

فالصخرة لا تستقر على القمة
وسيزيف لا يتوقف
وهذا الفعل غير مجدي
بلا هدف
وبلا نهاية
وسيزيف أحمق
لأنه يكرر الفعل مراراً

------------------------------

يحكى أيضاً أنه في قديم الزمان
كان هناك ملكاً على خلاف مع شقيقه
وكان لهذا الملك خمسين إبنة
وكان لشقيقه خمسين إبن
وقد رغبت الفتيات في الفتيان
وأرادوا الزواج منهم
ولكن أباهن عارض ذلك بشدة
لذا أجهزت بناته عليه وقتلنه ومزقنه وألقوا بأشلائه في النهر
ورغم ذلك لم يتزوجن الفتيان

لذا فقد حكمت الآلهة عليهن بنفس جرمهن
أن كل واحدة منهن تمسك بآنية مثقوبة وتجلس في النهر لتملئ الآنية بالماء
والأواني لا تمتلئ أبداً
لأنها مثقوبة
والفتيات لا يتوقفن أبداً
لأنهن حمقاوات

فقد قتلن أبيهن
ورغم ذلك لم يحققن أي فائدة من هذه الجريمة

------------------------------

إنه لحقاً عالم من العبث
تحكمه ذاكرة الفئران
فالفأر كذلك أحمق
يدخل المصيدة مراراً كلما مر عليها
وإن أخرجته منها
عاد إليها