Monday, February 26, 2007

لا توجد بنات قبيحات

حديث إذاعي طويل

..منتظر اتصالاتكم على تليفون البرنامج-
قلتها بشكل روتيني.. كان الجميع في الاستديو يقاوم النعاس عداي.. فأنا اعتدت على هذا الوقت من العمل.. فأنا وطواط آدمي يعشق الليل.. خاصة أني لم أتزوج بعد.. رغم أني قد عالجت العديد من المشكلات الخاصة بالحب والزواج.. أثناء عملي بالجريدة أو من خلال هذا برنامج.. ربما تتغير أفكاري بعد الزواج.. بل ربما أمتنع عن هذا العمل كلية
مر وقت ولم يتصل أحد بعد.. ربما هي خطوط الهاتف.. فالبرنامج لاقى نجاحاً شديداً.. وإقبال رائع خاصة من الفتيات الباحثات دائماً عن الحب
..أفقت على رنين الهاتف فاعتدلت.. أخذت إشارة من المخرج أنها فتاة
ألو
ابتسمت وأنا أقولها رغم تيقني من أن أحد لا يراني
..ألو-
..صوت خافت لفتاة.. تصورتها تتلفت حولها يميناً ويساراً وهي تتحدث
أهلاً وسهلاً بحضرتك.. ممكن تعرفينا بنفسك؟-
..أحب أحتفظ بنفسي لنفسي.. ما اعتقدش إني أهم حد إنه يعرفني-
..لا أعلم لماذا توقعت تلك الإجابة.. ربما لأن الصوت مألوفاً
صوتك مش غريب عليه؟-
أيوه.. أنا كلمتك قبل كده.. فاكرني؟-
:بالطبع لم أتذكر أي شئ ولكني بدبلوماسية أجبتها
أيوه طبعاً.. إزيك عاملة إيه؟-
..الحمد لله.. بعت لك رسالة على الجريدة.. ومع ذلك مردتش عليها-
تذكرت الآن.. رسالة من فتاة عجيبة تخبرني أنها تحدثت معي عبر البرنامج.. رسالة تحمل قصة حزينة.. قصة حب ..تذكرت منها هذا المقدار فقط.. ولكن التفصيلات أبت أن تستيقظ في نفسي.. يبدو أن صمتي قد طال
بتتكلمي منين؟-
..يا له من سؤال سخيف.. لم أجد ما أقوله
..من البيت-
اتجوزتي؟-
سؤال أشد سخافة.. تذكرت الآن أن مشكلتها تتعلق بأنها لم تتزوج بعد
.. اتقدم لي واحد.. دكتور جامعة.. أكبر مني بعشرين سنة-
..قالتها بسخرية مرّة
وبعدين؟-
..راجل عاقل.. لكن رفضته-
رفضتيه ليه طالما عاقل؟-
لو هتجوز واحد علشان هو عاقل.. يبقى الأحسن لي إني أتجوز آله حاسبة أو كمبيوتر-
:أطلقت ضحكة.. أما هي فقد استمرت بعد زفرة حارة
على العموم أنا مش متصلة علشان كده، أنا حاولت اتصل الحلقة اللي فاتت بس معرفتش.. الخط مشغول بشكل ينرفز-
..انتي عارفة.. الضغط فظيع-
.. عارفة بس كنت أحب اشترك في الحلقة السخيفة دي-
صدمني أسلوبها الحاد.. وكاد المخرج أن يقطع الخط.. لولا إشارة مني تمنعه من فعل ذلك
طالما شايفة البرنامج سخيف.. بتتصلي ليه؟-
.. أنا آسفة.. أنا قلت الحلقة اللي فاتت مقلتش البرنامج كله.. البرنامج كويس.. ولولا كده مكنتش تابعته-
إيه اللي معجبكيش في الحلقة اللي فاتت؟-
..موضوعها-
..قالتها وكأنها تبصق
قصدك البحث الخاص حول الحب؟-
آه وخاصة الجزء اللي بتقول فيه أنه مفيش بنت وحشة.. قلت إن كل البنات جميلات-
معترضة ليه على ده؟-


-معترضة لأني ببساطة بنت مش جميلة
اندهشت لهذا الأسلوب.. لم أتوقع أن تنعت فتاة نفسها بالقبح

..إحنا كنا بنتكلم الحلقة اللي فاتت على الحب الروحي-

.. كلام فارغ ــ قاطعتني بحدة ــ مفيش حاجة اسمها الحب الروحي-
:قلت بنفاذ صبر
.....إزاي ! لو كنتي سمعتي تليفونات المتصلين هتعرفي إن-

..مراهقين-
..قاطعتني ثانية

إيه اللي يخليكي تقولي كده؟-
..تجربتي الشخصية-
أنا قلت إن كل بنت حلوة في عين اللي بيحبوها والدليل على كده إن فيه بنات جميلات جداً لكن مش محبوبين وفيه.. بنات أقل منهن جمالاً ومع ذلك محبوبات جداً
ليه قلت أقل منهم جمالاً، ليه مقلتش ببساطة بنات مش جميلات-
لأنه مفيش بنات مش جميلات-
..أنا بنت.. ومع ذلك مش جميلة-
..مش انتي اللي تشوفي ده.. غيرك اللي يشوفه-
.. غيري شايف كده-
..قالتها بمرارة
..لازم تكوني واثقة في نفسك ومتسمعيش لأي حد-
..أشار إلي المخرج محذراً.. وقت البرنامج لا يسمح لكل هذه المهاترات
أنا حاولت أحكي مشكلتي الحلقة اللي فاتت بس منفعش.. تجربة خاصة تهد كل اللي اتقال طوال ساعتين الحلقة اللي فاتت-
ممكن تدخلي في الموضوع مباشرة.. قولي مشكلتك وسيبينا إحنا نحكم-
..أوك.. أنا طالبة.. تقريباً عندي ستة وعشرين سنة-
:سألتها متعجباً
.. طالبة وعندك ستة وعشرين سنة-
..سبني أكمل-
..آسف-
أنا في رابعة تجارة.. مكنتش عاوزة أخلص دراسة.. بصراحة حياة الجامعة داخلة دماغي.. كنت خارجة من ثانوي وأنا بفكر في الجامعة نفسي أقابل حد أحبه ويحبني بجد.. رميت لبس المدرسة ولبست اللبس اللي يناسب بنت عندها عشرين سنة.. لكن للأسف اللبس مش كل حاجة.. شفت بنات كتير بتحب وتتحب.. وأنا لأ.. كل البنات بتتعاكس في الكلية.. وأنا لأ.. وعرفت طبعاً إن السبب إني مش حلوة.. ومفيش شاب بيعاكس بنت مش حلوة
.. وبعدين-
قلتها بضيق.. لا أحب هذا النوع من المشكلات العاطفية.. البحث عن الحب
:قالت
..الموضوع ده عملي أزمة نفسية كبيرة..وخلاني انطوي وابعد عن أصحابي-
ليه كده؟-
علشان مسمعش كلمة تجرحني.. زمايلي بيعاملوني كولد.. وده بينرفزني.. بتعمد إني ألبس لبس صارخ علشان ألفت نظرهم-
:ضحكت وأنا أقول
.. فكرة كويسة-
بس مجابتش نتيجة.. دايماً يقولوا إني أختهم.. حاجة تضايق فعلاً.. محاولة منهم إنهم يجاملوني.. بس محاولة سخيفة-
أكيد ميعرفوش إن الكلمة دي بتضايقك-
..يمكن.. المهم إن كل الحاجات دي كانت سبب إني أتحاشى أصحابي وخصوصاً البنات-
غيرانة منهم؟-
:ترددت قليلاً ثم قالت
.. أيوه.. وكمان علشان محسش بالنقص اللي عندي.. وغير كده بتضايق لما أتحط في مقارنة مع أي حد-


.. أكيد محدش يحب يقارن بحد تاني.. بس كملي-
من حوالي شهر كانت واحد صحبتي عاملة حفلة تنكرية في بيتها.. بصراحة فكرة تجنن.. وأهي نوع من التجديد وكان البيت زحمة موت شباب وبنات ورقص وضحك.. والمختلف إن الكل لابس أقنعة مختلفة الأشكال والألوان فما كنش حد يقدر يميز التاني.. وده كان هدف الحفلة.. إننا نعمل صداقات وعلاقات جديدة.. وكله يرقص مع كله من غير أي مشكلة
.. فكرة كويسة-
أكيد.. كان الجو جامد جداً.. بس أنا كنت واخده جمب من الحفلة.. عارفة إن محدش هيعبرني كالعادة.. اكتفيت إني..أقعد بعيد أتفرج.. كان الجو تحفة.. وفعلاً أكتر وقت اتمنيت فيه إني أكون جميلة
..قالتها بحسرة.. شعرت أني أراها عبر أسلاك الهاتف.. لا أعلم لماذا تخيلتها جميلة
:استرسلت في الكلام قائلة
فوجئت بشاب جاي ناحيتي.. كان مقنع برده.. اندهشت لما لقيته بيكلمني بود وطلب مني ارقص معاه تخيلته بيبتسم من تحت القناع.. اسلوبه كان رقيق جداً.. استغربت.. مديت ايدي ناحية وشي.. وعرفت سبب دعوته للرقص.. كنت نسيت إني لابسة القناع.. كان حظي حلو
..يعني هو طلبك للرقص كرجل عاوز يرقص مع بنت.. من غير أي اعتبارات تانية-
.. حاجة زي كده.. رجل وامرأة فسيولوجياً.. وإن كانت المرأة دي قبيحة-
وافقتي ترقصي معاه؟-
بتهرج ! طبعاً.. ده أنا كنت طايرة من السعادة..دي أول مرة..حسيت فعلاً إني بنت بجد..رغم إني برقص كتير قدام المرايا علشان أحس بأنوثتي.. بس كنت دايماً بتمنى أرقص مع راجل.. ودي كانت الفرصة..متصور إني أقدر أرفض؟
..أكيد لأ-
قمت معاه زي المسحورة.. محستش إلا بأيده وهي بتلف حوالين وسطي.. إحساس رائع-
اتكلمتوا في حاجة؟-
في الأول لأ.. كنت في عالم تاني.. والرقصة خلصت للأسف.. من ارتباكي سحبت نفسي للركن اللي كنت قاعدة فيه..وأنا مبهورة-
ده إحساس طبيعي تجاه شئ كنتي محتاجاه ودخل حياتك فجأة..تمام زي إحساس اللي يقعد أسبوع من غير ما يشرب والدنيا حر..والناس كلها بتشرب.. وفجأة تنزل عليه ميه ساقعة
محاولتش أترجم إحساسي..كنت مركزة إني استمتع بيه لآخر رمق..وبعدين سمعت موسيقى أسباني بحبها جداً هزيت جسمي مع الموسيقى بسعادة.. ولقيت نفس الشخص بيطلب مني إني أرقص معاه تاني
..جميل جداً-
وبعد شوية قعدنا نتكلم.. مقلتلوش عن اسمي.. طول الحفلة مبعدش عني.. اختفى خمس دقايق بس عدوا زي الخمس ساعات..خفت ليكون مشي.. لكن لقيته جاي بسرعة ناحيتي وفي أيده ورد.. عمر ما حد أداني ورد لحد اللحظة دي.. اعتراف يضحك.. مش كده؟
:قالتها وتهدج صوتها حزناً.. ثم استرسلت قائلة
..
على العموم الشبان مبيدوش ورد إلا للبنات الجميلات.. بس أحسن حاجة في الدنيا إن حد يهتم بيك.. انت عارف لقيته بيجري ناحية البوفيه وجابلي عصير برتقال.. وشربنا وضحكنا.. كانت دماغي بيدور مش مصدقة.. كأنه حلم ..اتمنيت إني مصحاش منه.. فعلاً فكرة الحفلة التنكرية دي رائعة.. ياريت كان ربنا خلق الناس كلها مقنعين
:ضحكت قائلاً
..هو فعلاً ربنا خلقنا مقنعين.. بس أقنعة مزيفة بنداري بيها حقايق مش تمام
والقناع اللي كنت لابساه في الحفلة كان بيداري حاجات مش تمام.. وبسبب إن البنات كلهم كانوا لابسين أقنعة.. بقيت للمرة الأولى زيي زيهم.. لو كان شافني من غير القناع.. كان مستحيل يرقص معايا.. ولا حتى عبرني
-مش ضروري
قلتها بتحد
على العموم اتكلمنا في حاجات كتير.. والوقت إتأخر.. وللأسف كنا مضطرين نمشي.. طلب مني بإسترجاء إننا نتقابل تاني.. طبعاً أنا ما-
صدقت.. بس هنتقابل طبعاً من غير أقنعة.. قاللي كده وهو بيتحسس قناعه.. وأنا زعلت.. هو لازم نقلع الأقنعة؟
..أكيد.. مش هتعيشي عمرك كله بقناع-
أهو أحسن من الحقيقة.. بس كنت لازم أقابله تاني.. حسيت إن الدنيا أخيراً بتبتسم لي..اتفقنا نتقابل تاني يوم في كافيه.. مشهور.. قلتله إني هكون لابسة فستان أزرق.. ووصلني للبيت والأقنعة لسه على وشوشنا
!..غريب-
.. ده كان شرط الاحتفال.. إن محدش يقلع قناعه قدام حد-
..شرط غريب-
بس مفيد.. طبعاً الليلة دي منمتش.. كنت بفكر فيه.. وبتخيل شكله.. ولما نمت بصعوبه.. حلمت بيه أسمر طويل..قوي.. وشوية أشوفه أبيض عينه عسلي.. بس حبيته في كل الوشوش
عجيبة.. حبيتي واحد متعرفيش شكله؟-
:قالت بسخرية
وإيه علاقة الشكل بالحب.. مش ده اسمه حب روحي
لم أجد ما أقوله.. وضحك كل من في الأستوديو من حولي.. قالت
رحت تاني يوم قبل المعاد بعشر دقايق.. وقعدت على أول ترابيزة ناحية الشمال ــ زي ما اتفقنا ــ كانت عيني بتبص.. لكل واحد بيدخل المكان.. بس أنا كنت عارفة إني هعرفة بمجرد ما أشوفه
.. عارف.. بيسموا الموضوع ده عين البصيرة-
يسموه زي ما يسموه.. المهم جه في المعاد بالظبط.. عرفته على طول..بص ناحية أول ترابيزة.. وبصلي.. أسمر.. وعينه جميلة وقوية.. دار بعينه في المكان.. وراح ناحية أول ترابيزة ناحية اليمين
مش اتفاقكوا كان ناحية الشمال؟-
فعلاً.. يظهر أنه نسي.. أو متصورش إن الدميمة دي هي اللي كان بيرقص معاها-

قالت الجملة الأخيرة بمرارة.. وصمتت.. شعرت أنها تبكي.. ولكن تكتم دموعها.. تمنيت لو أحتوي تلك الفتاة جميلة الروح
:قالت أخيراً
قعد قدامي.. وكان بيبص ناحيتي من حين لآخر.. بس من غير اهتمام.. كان كل اهتمامه بالباب والساعة.. وبعد ساعة.. كاملة.. قام ومشي
..صدمت حقاً
مشي؟-
:قالت متألمة
فهمت للأسف.. كان بيدور على وش تاني غير وشي.. قلبي وجعني بجد.. كنت عاوزة أجري وراه وأحضنه.. بس كبريائي منعني.. مش عارفة حتى إن كنت أقدر أعمل كده ولا لأ.. مكنتش عاوزة أكسّر الصورة الجميلة اللي رسمها لي جواه.. يكفي إنه يحبني لتصور جواه.. أكيد أفضل من الحقيقة

..الحقيقة أفضل من الخيال دايماً-

اللي إيده في الميه مش زي اللي إيده في النار.. عرفت ليه أنا مبصدقش حاجة اسمها الحب الروحي.. والجمال الروحي.. ده كلام روايات مين اللي يهتم بالبنت القبيحة.. الدميمة.. علشان كده عاوزة أسألك.. مين اللي محتاج كلامك عن الحب..؟ علشان يوصل للحب.. لو كنت جميلة مكنتش هحتاج لنصائح علشان أوصل للحب.. كان هيجيلي لوحده

:كنت من داخلي أشعر أنها على حق.. قلت مواسياً
.. كل إنسان فيه حاجات حلوة كتير.. بس مبيشفهاش-
:قالت
تعملّي إيه الحاجات الحلوة لو أنا مش جميلة.. أنا حزينة.. لأني مليش مكان في عالم كنت بتمناه.. عالم الحب.. العالم ده للجميلات بس.. أنا حبيت للأسف.. بأي حق.. ألعن نفسي.. أنا وحشة.. ببص لكل الجميلات بحسرة.. حتى أختي اللي بتسهر للصبح على التليفون.. شباب بالآلاف بيكلموها.. قول لي أعمل إيه؟ ليه ربنا بيخلق بنات جميلات وبنات قبيحات..؟
..كانت شبه باكية
:قلت باستسلام
زي ما بيخلق الربيع بزهوره.. والخريف بشجره الميت.. زي ما بيخلق واحد طويل وواحد قصير.. زي ما بيخلق الجميل والقبيح.. بس المهم هو نظرتنا إحنا للجميل والقبيح.. في ناس بتكره الشتا.. وناس بتكره الصيف.. ناس بتحب البحر.. وناس بتكرهه.. ناس بتشوف غروب الشمس جمال وسحر.. وناس بتشوفه موت وفناء.. المهم إنتي شايفة الجمال إزاي؟
مش عارفة من ساعة ما كبرت وحسيت إني المفروض بنت بس ده مش صحيح.. معنتش بشوف حاجة.. آسفة أنا طولت عليك.. وكمان -مش هقدر أكمل.. تعبت.. آسفة مضطره أقفل.. وهكلمك مرة تانية
يا ريت.. نورتيني يا...... معرفتش اسمك؟-
..رغم إنه مش هيفرق معاك بس هقولك.. جميلة.. اسمي جميلة-
ثم أغلقت الخط.. توالت الاتصالات بعد ذلك تتحدث عن تلك الفتاة.. البعض يوصفونها بالماسوشية.. والبعض يبكون- ..لأجلها.. وأنهيت الحلقة دون حل
لا أعرف.. ظل كلامها يدور في رأسي كثيراً.. هل ستتصل بي ثانية أم لا.. يبدو أنها لن تتصل.. في هذه الأيام أخذتأنظر للبنات اللائي لسن على قدر من الجمال.. تذكرت قول إحداهن " لما بروح السينما باقطع تذكرة الصف الأول مبشوفش حد.. وبالتالي محدش بيشوفني " هذه كلمة سمعتها وأنا طالب في الجامعة..إنها لم تكن جميلة أيضاً وبشكل غريب أخذت ألاحظ اللواتي يتجولن وحدهن.. والجالسات في المسرح والسينما دون رفيق.. إنهن جميعاً لسن على قدر من الجمال فأخذت تلاحقني فكرة " أن كل واحدة منهن كانت في حفلة تنكرية.. وأنهن يكبتن حباً ما"
أما أنا فلم أعرف ماذا أفعل لصاحبة الاتصال.. وبماذا يمكن أجيبها؟.. إليك أيتها الفتاة الحزينة أكتب فقط.. فليحزن الناس قليلاً من أجل قصة حبك.. ويتسامرون حولها.. لعل حبيبك صاحب القناع يقرأ القصة
تذكرت سؤال سألتني إياه إحداهن بعد الحلقة بعدة أيام.. وأنا أحاول أن أؤكد على نظرية الحب الروحي.. " أنت مثلاً ..مش متجوز.. ممكن فيوم تتجوز واحدة مش جميلة " وفي ذلك الحين لم أجد ما أقوله
ذهبت للأستوديو في الليلة التالية.. وتوجهت ناحية ملفات الحلقات الخاصة بالبرنامج.. كان ملف حلقة " لا توجد بنات قبيحات " لا يزال على السطح.. قرأته مراراً.. ثم لم أجد أمامي إلا أن أودعه سلة المهملات

Sunday, February 25, 2007

ما وراء الأفق


نجلس ننتظر يوما يأتي فيه الأمل
ننظر وننتظر ما وراء الأفق
أحلام تراودنا عن ممالك زائلة
وأخرى تنهض من تحت الثرى
ولكن اعذروني هذا الأمل لن يتحقق
فالأحلام لا تأتي لأصحابها إلا أثناء النوم
ولن نحققها ونحن أسفل الأغطية في الظلام
نتألم إن دخل النور في أعيننا المغلقة
إن غزو العالم يبدأ برفع السيف

Friday, February 16, 2007

قطار الرغبة


لقد تماديت في غمر الدماء المهراقة

وخضت فيه بحاراً

فإذا أردت العودة على أعقابي

كانت مشقة

كمشقة السير للشاطئ المقابل

Tuesday, February 13, 2007

أنصاف أحلام


بمناسبة عيد الحب
كي يصبح عيد الحب القادم أكثر جمالاً


معشر النساء..استمعوا


ممنوع دخول الرجال


غايــــــة الرجــل أن يُــحـــَبْ
ويـــحـقـــق غايتـــه بعــــد أن يــَحِـــبْ
وغــــايـــــة المـــرأة أن تـــَحــــِبْ وتُــحَـــبْ
وتــتـــحـــقـــــق غـــــايـــتــهـا بـعــــد أن تُــحـــَبْ



فإذا أحَبّت امرأة قبل أن تُحَبْ.. حققت غاية حبيبها.. فلا يجــد فائــدة من أن يَحِــبــّها
وإذا أحب الرجل..فقـد حـقق لحـبيبته نصـف غايتها فلا تجد مفراً من أن تُحبه حتى تحقق النصف الآخر


فيا معشر النساء..أنصحكن أن لا تُحببن الرجل قبل أن يحبكن هو..حتى لا تضيع أحلامكن.. وتعيشن بأنصاف أحلام


فقد عجبت لكم يا معشر الرجال.. إذا أحببتم وجدتم غاياتكم كاملة..وإن وجدتم من يحبكم لا تنظروا إليه..فقد تحققت الغاية أيضاً كاملة
-------------------
بصوا..النص على شكل هرم..اعتبروا الحب هرم..مينفعش نبدأ من القمة..لازم ناخده واحدة واحدة علشان نوصل سالمين
عيد حب سعيد على الجميع

Monday, February 5, 2007

نعم..فلنحلم

شردت اليوم..جمحت بي أحلامي
ثم رأيت
أركب أفخم سيارة..أرتدي حلة أنيقة..أملك أموالاً لا طائل لها
..حلمت
السعادة..راحة البال
ثم أفقت..وخفت
أحلام كبيرة في عيون شابة
شعرت
أريد أن أصنع شيئاً لتلك الأعين
ثم تذكرت
أنني لم أصنع شيئاً بعد لنفسي
بكيت
تصورت كل تلك العيون وقد تحطمت أحلامها على صخور الواقع
كيف لشباب مثلنا أن ييأس
أن يعجز حتى أن يحلم
ثم شردت
وحلمت أنني قد حققت أحلامي
ثم أفقت ونفضت الأحلام عن رأسي
كي لا أيأس
ثم تذكرت
---------------
إذا كنت تخشى أن تحلم
حتى لا تجمح بك أحلامك
فإذا جمحت بك وحاولت تحقيقها وفشلت ــ كما تظن ــ ستتحطم
لذا أردت أن أقول
إذا كان للفشل طعماً مراً
أيضاً من العار أن يقال فشل في أن يحلم
وخير أن يقال حاول وفشل في تحقيق أحلامه

وأقول
إقتل شاباً ولاتقتل حلمه

الشرفات

..خواطر شاب عربي لم يعرف كيف يحب

إهداء إلـى كل مـن يحـب وطنـه

إهداء إلى كل من أخلص في حبه

إهداء إلـى الـزعيــمـة داليـــا


..نعم كنت أحبك..حتى رأيتك حين دخول جيوش الإفرنج إلى بغداد العربية تبتسمين
كنت ذاهباً إليك، متشوقاً لرؤياك ورؤية وهج جسدك وبريق عينيك قبل ذهابي لقتالهم، ولكن غربت شمس حبي لك مع غروب شمس العرب..حين رأيتك يا ليلى تقفين بإحدى الشرفات لتحية جند الإفرنج

ظللت أرقب رايات الأعداء وقد ارتفعت فوق مساجد بغداد وفوق كنائسها، ترقص وترفرف سخرية من الشمس الغاربة، وتحمل نجوماً حمراء وجمجمة ونجمة داوود وصليباً معقوفاً

كنت أريدك، كنت أبهى لوحة في معرض حبي، ولكني رأيتك في اللوحة تقفين بإحدى الشرفات لتحية جندي الإفرنج


صرخات الطفل العربي في أذني تمزق صدري، وأنا أراك تلقين بزهورك على جيوش الغدر، فأخذ عقلي يتصور زهورك رصاصاً وناراً تخترق صدر الطفل ورأسه
كنت أظن بأنني أصنع من حبي قلاعاً تحمي وطني، تمنع عنه قيظ الشمس، وإرتعاشة البرد، تمنع عنه الجوع، تمنع عنه الظمأ والخوف، تحمي حسنه وعروبته واستمد القوة من حبك..حتى رأيتك تقفين بإحدى الشرفات لتحية جند الإفرنج

وتهدمت قلعة حبي مع صورتك تلك، وسقطت بغداد مع قلعة حبي.. فلم تعد القلعة تحميها أو تمنع عنها الأخطار كنت أظن أن الحب يجعلني أحيا بعد الموت، يجعلني أحمل سيفاً أشهره في وجه الأعداء، يعطيني فرساً أمتشقه لأذود عن وطني، حتى أتحول أشلاء، فأعود لأنهض من موتي، ويصير الحب الأبدي سلاحاً أحطم به قيود الخوف والضعف..وأموت..وأنهض..وتعود طيور الحب لتبني في صدري أعشاشاً وتغني ..أصير وسيماً، وأضيف على طولي طولاً، أحطم أغلال الأسر، أحطم أغلال الحرب، وأموت وأعود لأحطم تلك الأغلال ..حتى رأيتك في اللوحة تقفين بإحدى الشرفات لتحية جند الإفرنج

ولم يعد حبك يحميني، ويأتي رصاص الغزاة ولا شئ يمنع هطوله فوقي، يخترق جسدي، يرديني تحت الأقدام قتيلاً لم يساعدني حب ميت على البعث من جديد، حملوا جسدي، ألقوني بقبو رطب، نظرت عبر القضبان، فصعقت أحد الحراس يغتصبك ويباشر تعذيبك
نهض حبي من جديد، فنهضت من موتي، بكيت الظن السئ بك، فها أنت يا أجمل نساء الدنيا تصونين العهد، عاد هواك إلى قلبي فعادت الروح إلى جسدي
نهضت..انطلق الرصاص ليقتلني..فحماني حبك منه وزاد عن جسدي القتلى
وأنا بمعجزة الحب النابض الناهض أنمو..أكبر..أتسامق..سأهدم بعد قليل هذا السجن، لأحطم أغلال الأسر، وأحرر الشمس العربية
ولكن كان الغدر..عدت لضعفي..لسقمي.. وقبحي..حين رأيتك يا ليلى تقفين بإحدى الشرفات لتحية جند الإفرنج
غابت عن وجهي صورتك..تمددت على خشب التعذيب وتاج الشوك على رأسي..بتروا قدماي، دقوا المسامير بيداي..رفعوا الصلبان..وتصمتين يا ليلى..فلا أسمع سوى صوت أجراس النصر لتعلن نصر الإفرنج
لا..لا تبكي يا ليلى فلا إثم عليك..فها أنذا فوق صليبي أبكي سقوطك وسقوطي وسقوط العرب.. أبكي غروب الشمس
فأنا أسلمتكما للأعداء..لأنني لم أعرف هدم الشرفات

Friday, February 2, 2007

العراق مستسلمة

هامش على أوراق دامية غير معروفة الهوية
في زوبعة الحروب
بين النيران
صرخات في كل مكان
تصم الآذان
نجلس جميعاً أمام الشاشات
خلف أوراق الصحف
نتحدث في الطرقات
أمريكا تقتحم العراق
قلوبنا تخفق
العراق صامدة
تتوعد لأعدائها
وقلوبنا تخفق
العراق لن تسقط ثانية
لن تحرق بغداد
لن يموت ابن سينا والأصمعي
العراق باقية
صامدة
سقطت الفلوجة والبصرة
وقلوبنا تصرخ
العراق صامدة
مات الآلاف
العراق صامدة
أمريكا تضرب والعرب يصمت
والعراق صامدة
وسقطت بغداد
وهلل العراقيون لسقوط العراق
وقلوبنا تدمي
العراق مستسلمة
سقطت بغداد
قتل الحسين ثانية
بكى الفاروق
اين الرجال
مات الرجال
فقد سقطت بغداد
وهلل العراقيون
وبكت قلوبنا
لم تبكي لسقوط العراق
أو تهليل العراقيين
بل بكت دموعها التي ضاعت هباء
لأجل بلاد مستسلمة
فالعراق لم تعد صامدة