Wednesday, January 31, 2007

أميرة الحب

تابع دعوة على العشاء
كان عندي أميرة الحب
وضاعت أميرتي الحسناء
لا تعاقب ربي
من عذبتني بحبها
واعف عنها فأنه الكبرياء
لم تتحمل صمتي ملياً
وبلغت من الصبر عتياً
وكان حبها العنقاء
خرج من الرماد بعد موت
يبحث عن حبيب يشاء
فقد هَدِمَت عمري
وأعادت ما جنيت إلى الوراء
الفدائي وحده يحب
وكل ما بنيته هراء
ظننت أنه قوياً
سيصمد في وجه الطغاة
لكن تهاوى البناء
أمام الطغاة
الضعف والزمن والشقاء
وتحولت أشعاري من الفخر والحماسة
إلى الرثاء

Tuesday, January 30, 2007

طغيان العقل

تابع دعوة على العشاء

ألقاني ملك طاغ
يدعى زمن
في أخاديد الاحتراق
فأنا من أصحاب الأخدود
لأنني من العشاق
هذا ما جناه زمني
جرفتني هموم الانسياق
خلف زمن متدفق
كأنهار من الدم المراق
هذا ما جناه عقلي
فقد نصحني بالجفاء
ورغم صوت قلبي
وصراخ الحب في الأجواء
سرت خلف العقل
وأهملت ما أذرفه القلب من دمع
وليالي قضاها بكاء
وها هو قلبي وحيداً
وثرائي ينظر في جفاء


***


أشارت إلي بحبها كثيراً
ولكني كنت بإغماء
تركتها وحيدة
وانتظرت الوفاء
كنت أظن أني أعشق قديسة
أو مر يم العذراء

Monday, January 29, 2007

دعوة على العشاء

ذهبت ليلاً للعشاء
كنت مدعوّاً عندهم
رأيتها بين النساء
مرت أعواماً ولم أرها
رأيتها هذا المساء
تذكرت رحلات الصيف
وجولاتنا في الشتاء
أيام الحب الطويلة
ضاعت كلها هباء
كانت كعادتها
أجمل الحاضرين
في أبهى رداء
ترتدي فستاناً داكناً
تعقص شعرها بزهرةٍ حمراء
جسدها أكثر نضوج
ترتدي معطفاً من الفراء
لازالت كما هي فاتنة
كما رأيتها آخر لقاء
تلاقت الأعين لحظة
حلقنا سوياً في السماء
سارت بخفة بساقها الرقيقة
تلك الساق البيضاء
ابتعدت عني خطوة
ثم نظرت وابتسمت
لأصير من الأحياء
دعوتها للرقص
اعتذرت في حياء
أعطيتها باقة من الزهور
بطاقة واسم وزهور حمراء
عادت للابتسام بخفة
رداً للإهداء
سألتني من أنت؟
يبدو وجهك مألوفاً
تبدو من الأصدقاء
ذكرتها بأيامنا سوياً
شردت لحظة
عادت بذاكرتها للوراء
ثم ضحكت وعانقتني
وأشرق وجهها وأضاء
..أأنت يوماً من أحببت
وكنا في الحب شركاء؟
نسبت نفسي الآن إليكي
لم أعد من الغرباء
مرت سنوات طويلة
أنتظر هذا اللقاء
ابتعدت عنكي زمناً
لأكون من الأثرياء
لأكون أهلاً لكي
قوياً من العظماء
..ألا نعيد حبنا للحياة
ونرجع الزمان للوراء..؟
دارت عيناها في وجوه الحاضرين
ثم ضحكت في صفاء
رفعت بنصرها الأيسر
أبصرت دبلة ذهبية
تلمع في نقاء
تغيرت الألوان أمامي
تحولت المروج الممتدة
إلى رمال حارة وصحراء
أصبحت جدب وموت
وكانت حدائق غنّاء
ليتني لم أقابلها
وعشت بقية أيامي
على أمل اللقاء
شعرت بقلبي ممزق
وتحول إلى أشلاء
اعتذرت وتراجعت
دفنت وجهي في الأطباق
شعرت بقلبي يموت
ضربت جذور الحزن في الأعماق
زاغت عيناي
ملئت دموعي الأحداق
ظننت أن الزمن
يقتل حرارة الأشواق
ولكن هاهو شوقي لا يزال متأججاً
وعواصف حبي هوجاء

آخر أيام شهرزاد


:قالت شهرزاد في الليلة الثانية بعد الألف
بلغني أيها الملك السعيد..ذو الرأي الرشيد
أنه في زمان غير الزمان..ومكان غير المكان
كان هناك شاعراً في المعبد يدعى إبر-هيم
ذو خلق قويم..وعقل سليم
كان يعشق الفن..يمارسه ويدرسه
والوقت له يكرسه
أخذ ينهل من الكتب..في هدوء وأدب
وكانت إدارة المعبد تحبه لتفوقه
وتجزل عليه العطاء..ولا تنساه بالثناء
ولأنه أصيل..لا ينسى الجميل
كان يزداد تفوقاً..ويظهر الوفاء
كلما ذهب أو جاء..في الخير أو في البلاء
ورغم إضطهاد الرهبان..وخاصة كبيرهم..
يضطهده ويكره تفوقه
وكان المسكين يتحمل
يتعثر ثم يكمل
حتى جاء اليوم الموعود
في حشد محشود..وصرح مشهود
صاغ إبر-هيم قصيدة من أروع ما كتب من قصائد
تكلل مسيرته ضد الشدائد
واعتبره البعض أنه هكذا يتحدى إرادة الآلهة
غيرة وحقداً
اتهموه بأنه يوصف في قصائده النساء
ويجدف على السماء
والمسكين لم يصف فيها إلا حياته في البيداء
وحبه للخضرة والماء
فتحداه الأعداء
بكل مرض وداء
حتى جاء الوباء
وأصيب الرهبان بالعماء
منعوه من صياغة الشعر أو قول البيان
وظنوا أنه هكذا يهان
وأقنعوه بأنه يصان
وهذا مكانه منذ زمان الزمان
فلم يتحمل الشاعر المسكين..فقطع الشريان
فلجأ أصدقاؤه لكل ملاذ..ولم يستطيعوا له إنقاذ
ومات الشاعر الغلبان..وعلى كلامه لسان يقول
"دعوا الفن للفنان..وكفوا عن تحدي الزمان"
فعلم بموته كبير الرهبان
وكان يسمى سلطان
فندم ندماً عظيماً..وطلب من الآلهة الرحمة والغفران
فسمعه ملك الجان..فخشي فتاب..ولربه أناب
وأراد التكفير بمساعدة كل محتاج وغلبان
ولكنه لم يستطع تحدي الدستور
الذي وضعه كبير الكهان
سلام كبير الكهان
فاروق حسني الوزير الفنان
ومات كل التائبين في سبيل إقرار الحق والسلام
وصلى عليهم السيد حسني مبارك في معبد عمر مكرم
ولم تدرك شهرزاد الصباح
ولم نسمع للديك صياح
فالكلام لم يعد مباح