Tuesday, August 21, 2007

ومازلنا أصدقاء



قررت أن أنساها وأرحل ، فرغم كل شئ لازالت تعتبرني صديق ، مجرد صديق ، ألقت على مسامعي كلمات لها علاقة بالصداقة ، والأخوة ، وبعض الكلمات السخيفة الأخرى التي لا أتذكرها ، ولا يهمني بأن أتذكرها ، قالت أنها يعجبها صداقتنا ، وزعمت ــ كذباً ــ أن الصداقة مشاعر أسمى من الحب ، حاولت عبثاً إقناعي أن رفضها ليس انتقاصاً من شأني أو من رجولتي ، فعرفت أن هناك آخر ــ غيري ــ بالإضافة إلى أنها لا تريد أن تربط مصيرها بمصيري المجهول ، لا شقة واسعة ، ولا سيارة فارهة ، فقررت أن أغادرها وأرحل
ورحلت ، تركتها ، ومرت بضع أعوام ، وها أنذا قد أصبحت رجلاً ذو شأن ، كسبت مالاً كثيراً ، أصبحت أكثر وسامة ، وعندما عدت ،قابلتها ، ابتسمت ، وضحكت ، وغمزت ، وملأتني أكثر بالثقة وربما الغرور
تقابلنا كثيراً ــ بزعم الصداقة ــ وعرفت أنها قد انفصلت عنه ، فملئت بأكثر بالثقة ، وربما بالشماتة ،
:وقلت لها
ها أنا عدت ، بالمال ، بالقوة ، وأنت وحيدة ، رفضتني من قبل ، ورغم كل ذلك فأنا لازلت أحبك وأريدك
:فهزت رأسها ، ثم قالت
وها أنذا ، لازلت كما أنا ، وأنت عدت بالمال ، والقوة ، ورغم كل ذلك فأنا لازلت أمانع
ثم ألقت ذات الكلمات ، عن الصداقة ، والأخوة ، وفي تلك المرة هي التي رحلت عني

Monday, August 6, 2007

باقة ورد



كانت عيناي تتابع ضحكاتها وسط المدعوين ، رغم تيقني من أنها لا تكترث لوجودي ، فكرت أن ألملم جروحي وأرحل ، ولكن تذكرت أن رحيلي لن تعبأ به ، فمكثت مكاني أتابعها
لاحظت تطلعها المستمر له ، وابتساماتها التي تتحول إلى إيماءة بالرأس كلما وقعت عيناها علي وأنا أتابعها بلا ملل
لا تكفيني الإيماءات ، أريد الإبتسامات
تحرك ، مد يده إليها في شوق ، نهضت مع أنامله التي شعرت بها تعتصر قلبي مع يدها ، نهضا للرقص ، لم أكن أرى سواها في الحفل
كانت العروس تستعد لإلقاء باقة الزهور من خلف ظهرها ، وجدت حبيبتي تبتسم له مع تدافع المدعوات اللاتي تتمنى كل واحدة فيهن من داخلها أن تكون صاحبة المرمى الذي تدخل فيه الزهور
تتمنيت أن تكون هي صاحبة المرمى ، وأن أكون أنا الرامي ، لذا عندما خرجت الباقة من بين أنامل العروس تحلق فوق الجميع مثل طائر شارد يخفق ويضرب بجناحيه المكان ، تتابعه العيون بقوة ، اندفعت وكانت يدي هي الأقرب للطائر الأحمر ، لطمته بقبضتي بقوة ليندفع ناحية يدها ويكون لها
نهضت وسط ضحكات الجميع وأنا ابتسم ، تومئ لي برأسها بامتنان ، نظرت له ذات النظرة ، ابتسمت له ذات الابتسامة ، واتجهت ناحيته لتعطيه زهرة من الباقة ، زهرة رأيتها لحظة كنت أحلق معها في سماء المكان فوق روؤس المدعوين ، زهرة تمنيت أن تكون لي ، لكن قبضتي كانت أقوى من أن تمسك تلك الزهرة
تأبطت زراعه ، داعب زهورها بأنامله ، إبتسمت له بذات الابتسامة ، والتفتت إلي ، تحولت ابتسامتها إلى إيماءة بالرأس ، ابتسمت لها وعدت إلى مقعدي بين المدعوين اكتفي بمراقبة الإبتسامات ، ولا تنسى صاحبة الابتسامات أن تومئ لي برأسها كلما نظرت إليها