Monday, June 23, 2008

Simply


أسلحتهم النائمة استيقظت فجأة مع اقترابه ، تلعثمه ، ارتباكه ، ربما هي الأخرى كالكلاب التي طالما تحفزت كلما شمت رائحة عرقه والتي أيضاً تركض خلفه كلما ركض منها ، كان يقترب منهم وهو يتلفت حوله ، عرقاً غزيراً تصبب منه


اعتدلوا جميعاً فجأة ، كانوا أكثر من خمسة ، ارتبكوا هم أيضاً مع ارتباكه ، أشار أقربهم له بأن يتوقف ، فتوقف ، كان لا يزال يرتعش ، يرتبك ، تحسس قلبه بوهن وصدره يعلو ويهبط بقوه ، وهنا اندفع الجندي ناحيته ولطمه بكعب بندقيته بقوه على رأسه ، فسقط الرجل على الأرض وهو يتأوه

ابتعدوا عنه للحظة ، ثم اقترب منه جندي أخذ ينتزع ملابسه بحرص ، وهو عاجز عن الحركة ، كان يبحث عن متفجرات يخفيها الرجل في ملابسه ، وربما في حذائه . و تعرى الرجل أمامهم تماماً ، أيقن الجندي أنه كان على خطأ ، لا توجد أية متفجرات ، ولكن اقتراب الرجل منهم خائفاً جعلهم يظنون أنه يخفي شيئاً خطيراً ولا يوجد عندهم أخطر من قنبلة بشرية ، وأخذ الجنود يتناوبون ضرب الرجل بأقدامهم وقبضاتهم ، حتى مات

اقترب شاب يبتسم ، يطلق صفيراً منغوماً ، يتابع الموقف بلا مبالاة ، وقف بجوار أحد الجنود واضعاً يده على كتفه بود ، وربت على كتفه وهو يبتسم ، أخرج الشاب التبغ من علبته وأعطى الجندي منها ، فابتسم له الجندي بشغف وهو يأخذ منه السيجارة ، وضع الشاب يده
:على كتف الجندي وأخذه وتحرك إلى منتصف المكان تماماً وهو يسأله
ثقاب ؟
لا
لا عليك أنا معي
وتحسس الشاب جسده ، والجنود يتجمعون حوله منتظرون تبغه وثقابه ، ووضع الشاب يده داخل ملابسه ببساطة ، وفتح أزرار معطفه

.بهدوء وهو يبتسم لهم ، ولم يعد هناك ما يقال

Thursday, January 3, 2008

الكلمات المناسبة

ظللت طوال الليل أبحث عن الكلمات المناسبة ، الكلمات التي تناسب رجل يترك فتاة كان يعشقها بعد أن أكتشف انه لم يكن يحبها ، بل كان يشتهيها

هي الآن بين ذراعي ، نائمة ، تمنيت تلك اللحظة كثيراً ، رأيتها في أحلامي ، ولكني لم أكن أعلم أنها حين ستحدث سأكتشف أنني لم أكن أتمنى من تلك الفتاة سوى تلك اللحظة

كنت أشعر بنبض قلبها الصغير على جسدي ، وكان صوت أنفاسها الهادئة واضحاً ، في صمت تلك الليلة ، ليلة بلا قمر ، ليلة صامتة ، حزينة ، كنت أشفق عليها ، لذا كنت أبحث عن الكلمات المناسبة ، وفكرت أنه ماذا لو كنت تزوجتها وشعرت بما أشعر به الآن في ليلة زواجنا الأولى ، ماذا كنت سأفعل ، بالتأكيد كان الأمر سيكون أكثر صعوبة ، لن يتوقف على بعض كلمات مناسبة أقولها لها ، كنت أفكر بأنانية

كانت بين أحضاني تحلم ، فكرت في أنه لو كان للتفكير صوتاً ، لما استطعت أن أفكر في هذا في تلك اللحظة

غلبني النعاس وأنا أفكر في الكلمات المناسبة ، رأيتها في أحلامي تبكي ، ورأيتها تموت وأنا قاتلها ، أراها جريحة في معركة تارة ، وأراها تارة أخرى جارية في محفلي النسائي

استيقظت لأجدني وحيداً على السرير ، لم تكن بجواري ، يبدو أنها في مكان ما بالمنزل ، ربما كانت تجهز لنا طعام الإفطار ، عدت أتذكر ما
كنت أفكر فيه ليلة أمس ، وأخذت أبحث بسرعة عن الكلمات المناسبة
اعتدلت ، وجدت بجوار السرير أسفل سلسلة مفاتيحي ورقة صغيرة ، أخذتها ، كانت فيها كلمات بسيطة ، كلمات عجزت أنا عن إيجاد مثلها ، كلمات تناسب فتاة تقول لرجل أنها ظنت يوماً أنها لم تعشق غيره ، ولكنها صغيرة لم تستطع التفرقة بين الحب والاشتهاء إلا في تلك الليلة وأنهت كلماتها باعتذار وشكرتني على تلك الليلة الجميلة

طويت الورقة ، يبدو أنها قد رحلت عني للأبد ، تركتني حين وجدت هي الكلمات المناسبة ، شعرت في تلك اللحظة كم كنت مخدوعاً ، وكم سأفتقد فتاة صغيرة أحببتها ، فتاة لم تستطع أن تفرق بين الحب والاشتهاء