Thursday, July 19, 2007

وجوه جامدة


وجه جامد
الحاج سعيد


لم يعتاد الحاج سعيد على إظهار سعادته لأبناءه ، ظناً منه أن إظهار سعادته لهم ، أو إطراءه على عمل ما أحسنوا فيه ، من شأنه أن يظهره أمامهم في موقف الضعيف الذي تأثر بشئ ما ، لذا لم يتورع أبناءه في إطلاق عليه اسم " ريتشارد قلب الأسد " لما كان لقلبه من قوة وجمود ، حتى أن ابنه الأكبر فهمي كاد أن يقسم أن أبيه لم يحزن على وفاة شقيقه الأصغر كمال ، لولا أنه سمعه خلسه ليلاً يبكي بشدة ويتأوه بحرارة حتى أنه لم يصدق أن لأبيه غدد تفرز الدموع كبقية البشر


المشهد الأول
***
عاد فهمي من مدرسته وهو يحمل في يده شهادته التي تحمل الكثير من الدوائر الحمراء الشهيرة وعندما عرضها برعب على الحاج
:سعيد ثار وهاج عليه قائلاً
عندما كان أحمد زويل في سنك طلع الأول على مدرسته

: فرد عليه فهمي بكل بساطة وقد عرف بخفة ظله
عندما كان أحمد زويل في سنك أخذ جائزة نوبل

فثار عليه الحاج سعيد ولعنه ومنعه من تناول الطعام ليلتين ، ولولا ما سرقته له عائشة الشغالة من طعام لمات من الجوع




المشهد الثاني
***
فهمي وقد بدت عليه مخايل الرجولة ، يدخل المنزل في ثقة ، مبتسم ، يلتفت ناحيته الحاج سعيد الذي هو جالس أمام التلفاز لا يمل من
:تغيير محطاته ، يتردد فهمي قليلاً ثم يقول
بابا أنا نجحت وطلعت الأول على دفعتي
:يلتفت له الحاج سعيد بوجه عليه شبح ابتسامة تلاشت بسرعة تجاوزت سرعة الصوت ، ليحل محلها الجمود ، ثم يقول
مبروك

ويلتفت للتلفاز ويستمر في تحويل محطاته ويقول
:بعدم اكتراث
هو الماتش النهاردة الساعة كام؟



المشهد الثالث
***
الحاج سعيد أمام التلفاز يشاهد إحدى المباريات الهامة للنادي الأهلي فريقه المفضل ، ثم يصيح في سعادة
جووووووووول


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقائع القصة حقيقية ولكن الأسماء غير حقيقية

Thursday, July 5, 2007

الميول الجنسية للطفل

لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أقرأ في كتاب فرويد الشهير " تفسير الأحلام " عن نظريته في الميول الجنسية للطفل ، وتذكرت فوراً هجوم أحدهم ــ لا داعي لذكر اسمه ــ على هذه النظرية ، حيث اعتبر أن فرويد ما هو إلا " مخرف " كبير ، لأنه قال أن الطفل له ميول جنسية كالكبار تماماًَ ، بل ويسعى لإشباعها بطرقه الخاصة
ولا يظن البعض أن فرويد يقول أن الطفل شبقي مثلاً ، فالذي يقرأ نظريات فرويد عن عالم اللاوعي والأحلام يفهم المقصود من نظريته الميول الجنسية للطفل

ففرويد وضح أن اللاوعي عند الإنسان هو المكان الذي يختزن فيه الإنسان ميوله ورغباته المكبوتة لسبب أو لآخر ، سواء كانت تلك الأسباب دينية أو أخلاقية أو حتى مادية
فاللاوعي هنا هو العالم الخاص الذي يشبع فيه الإنسان غرائزه المكبوتة فالمقيد يحلم أنه يطير ، والجائع يحلم أنه أمام دجاجة مشوية بحجم هرم خوفو ، وهكذا
والإنسان سواء كان رجل أو امرأة أو طفل أو أياً كان نوعه أو عمره ، يحمل في لاوعيه غرائزه الفطرية ، والله سبحانه وتعالى قد خلق داخل كل انسان غريزة جنسية تجاه النوع الآخر ، فالذكر يميل للأنثى والعكس
لذا لا نتعجب إذا عرفنا أن للطفل ميول جنسية ، فالطفل ذكر أو أنثى حتى مرحلة البلوغ يميل للجنس ، وذلك من خلال لاوعيه ، أي أنه قد يشعر بالرغبة الجنسية ويشبعها دون أن يدري أو يعي تفسير لذلك

وقد حباني الله بنعمة ، وهي الذاكرة القوية ، فأنا أتذكر تفاصيل في طفولتي تؤكد هذه النظرية ــ ومحدش يضحك ــ وهذه التفاصيل التي تذكرتها عني في طفولتي هي ما جعلتني أضحك بشدة

فأتذكر وأنا لم أتجاوز الأربعة أو الخمسة أعوام شروعي الدائم في تجريد الدمى " العرائس " من ملابسهم ، فكنت أمسك بالدمية أجردها من ملابسها تماماً واستمتع بذلك ، دون أن أعي سبباً لتلك المتعة
كذلك بعض الأحلام الصغيرة التي أتذكرها وانا طفل ، فأستيقظ سعيداً بسبب شئ ما شعرت به ، ولا أعي ما هذا الشئ ، وما سر المتعة

وبالتأكيد هناك العديد من المواقف التي لن أقولها كلها لأن ما بها فيه افشاء لأسرار الأطفال
الطفل يسعد بالجسد العاري ، ويحب أن يراه ، والطفلة تحب جسدها وتندهش لتكوينه ، وفي غفلة من الجميع تسبر أغواره وتحاول فهمه ولا ننسى أن هذه كلها أفاعيل بريئة لأطفال

وخجل الطفل من النوع الآخر دليل على شعور داخلي باختلاف جنسي ما بين النوعين ، يتحتم عليه وجود بعض الخجل من النوع تجاه النوع الآخر ، والمدارس الإبتدائية المشتركة على الرغم من أنها تجمع النوعين معاً ، إلا أننا نلاحظ حذر الطفل الذكر من الطفلة الأنثى والعكس ، ولا يجلسون معاً ، لا تتعدى علاقاتهم التجاذب والتعامل العدائي كما لو كانوا فريقين متنافسين

ولا أحد يندهش لهذه الميول الجنسية عند الطفل ، لأن الطفل به الغريزة ككل مخلوق ، انسان أو حيوان ، وضعت فيه ، وهو لا يشعر بهذه الغريزة ويفهما إلا مع مرحلة البلوغ

والرجل والمرأة في النضوج كلاهما له ميول جنسية في لاوعيهما ، والدليل أن الرجل يميل دائماً لإبنته في حين أنه يعامل ابنه بغلظة ، والمرأة تميل لإبنها كذلك ، وتشعر من داخلها أن ابنها هو الرجل الذي خرج منها

ودليل آخر في إجابة هذا السؤال الذي أطرحه على القارئ.. ما سر غيرة الرجل على زوجته من ابنه؟

ونتابع هذا الطفل " الشقي " مع زوجته البلاستيكية

أظن بعد كده البنات هيتكسفوا من أخواتهم الصغيرين حتى ولو كانوا لسه بيرضعوا

و قد شعرت بالقلق عندما سمعت بعض الأقاويل تدعو إلى تدريس
الجنس في المدارس ــ وأنا لست ضد هذا ــ وسبب قلقي هو أن يقوم بهذه العملية التعليمية مجموعة من مدرسي التربية والتطعيم في مصر ، وقد يؤدي هذا إلى نتائج سلبية ، فيجب أن يقوم بذلك خبراء في السيكولوجية الإنسانية قبل أن يكونوا خبراء فسيولوجيين ، وذلك باعتبار أن الجنس يبدأ من الغريزة الفطرية النفسية للإنسان قبل أن يكون شعور جسدي ، والدليل على ذلك أن الطفل داخله الميول الجنسية قبل مرحلة النمو الجسدي ، وهذا يدل على أن الرغبة الجنسية نفسية قبل أن تكون جسدية
ولا احتاج لسرد كم من الحكايات المملة التي نعرفها جميعاً عن فشل العلاقات الجنسية بين الزوجين بسبب إنعدام الألفة أو الحب ، فالتوافق الجنسي الإيجابي يبدأ من المشاعر الإيجابية

لذا اتمنى ان يتوخى السادة الخبراء الحذر وهم يبحثون في تدريس الجنس في المدارس ، كي لا تتحول العملية الجنسية داخل وجدان الطفل ، من عملية مشاعر ، إلى عملية ميكانيكية آلية جسدية بحتة ، ومن ثم لن نختلف عن الحيوان الذي يمارس الجنس للتناسل فقط ، وليس لإزدياد الرابط والإئتلاف بين النوعين
وهناك بعض من أهل الكهف لايزالوا بيننا حتى هذه اللحظة ، لا يدركون أن العملية الجنسية هي عملية مشاعر ، وليست للإنجاب فقط ، فيمتنعون تماماً عن التعامل مع هذه العملية باعتبارها مشاركة ، ويتعاملون مع زوجاتهم كما لو كانوا جواري في محفلهم الليلي
ونهاية القول أقول أنني لم أكن أرغب في وضع دراسة عن هذا الموضوع ، بالقدر الذي كنت أرغب فيه في التعليق على نظرية فرويد ، ولكن خانتني الكلمات ، ولكن لا مانع في أن أضع هذه الدراسة في مدونتي ، فربما يتعثر فيها بعض من أهل الكهف ، فيأخذون النصيحة وربما يأخذونها ويعطوني في المقابل الحجارة