قررت أن أنساها وأرحل ، فرغم كل شئ لازالت تعتبرني صديق ، مجرد صديق ، ألقت على مسامعي كلمات لها علاقة بالصداقة ، والأخوة ، وبعض الكلمات السخيفة الأخرى التي لا أتذكرها ، ولا يهمني بأن أتذكرها ، قالت أنها يعجبها صداقتنا ، وزعمت ــ كذباً ــ أن الصداقة مشاعر أسمى من الحب ، حاولت عبثاً إقناعي أن رفضها ليس انتقاصاً من شأني أو من رجولتي ، فعرفت أن هناك آخر ــ غيري ــ بالإضافة إلى أنها لا تريد أن تربط مصيرها بمصيري المجهول ، لا شقة واسعة ، ولا سيارة فارهة ، فقررت أن أغادرها وأرحل
ورحلت ، تركتها ، ومرت بضع أعوام ، وها أنذا قد أصبحت رجلاً ذو شأن ، كسبت مالاً كثيراً ، أصبحت أكثر وسامة ، وعندما عدت ،قابلتها ، ابتسمت ، وضحكت ، وغمزت ، وملأتني أكثر بالثقة وربما الغرور
تقابلنا كثيراً ــ بزعم الصداقة ــ وعرفت أنها قد انفصلت عنه ، فملئت بأكثر بالثقة ، وربما بالشماتة ،
:وقلت لها
ها أنا عدت ، بالمال ، بالقوة ، وأنت وحيدة ، رفضتني من قبل ، ورغم كل ذلك فأنا لازلت أحبك وأريدك
:فهزت رأسها ، ثم قالت
وها أنذا ، لازلت كما أنا ، وأنت عدت بالمال ، والقوة ، ورغم كل ذلك فأنا لازلت أمانع
وها أنذا ، لازلت كما أنا ، وأنت عدت بالمال ، والقوة ، ورغم كل ذلك فأنا لازلت أمانع
ثم ألقت ذات الكلمات ، عن الصداقة ، والأخوة ، وفي تلك المرة هي التي رحلت عني