Monday, February 5, 2007

الشرفات

..خواطر شاب عربي لم يعرف كيف يحب

إهداء إلـى كل مـن يحـب وطنـه

إهداء إلى كل من أخلص في حبه

إهداء إلـى الـزعيــمـة داليـــا


..نعم كنت أحبك..حتى رأيتك حين دخول جيوش الإفرنج إلى بغداد العربية تبتسمين
كنت ذاهباً إليك، متشوقاً لرؤياك ورؤية وهج جسدك وبريق عينيك قبل ذهابي لقتالهم، ولكن غربت شمس حبي لك مع غروب شمس العرب..حين رأيتك يا ليلى تقفين بإحدى الشرفات لتحية جند الإفرنج

ظللت أرقب رايات الأعداء وقد ارتفعت فوق مساجد بغداد وفوق كنائسها، ترقص وترفرف سخرية من الشمس الغاربة، وتحمل نجوماً حمراء وجمجمة ونجمة داوود وصليباً معقوفاً

كنت أريدك، كنت أبهى لوحة في معرض حبي، ولكني رأيتك في اللوحة تقفين بإحدى الشرفات لتحية جندي الإفرنج


صرخات الطفل العربي في أذني تمزق صدري، وأنا أراك تلقين بزهورك على جيوش الغدر، فأخذ عقلي يتصور زهورك رصاصاً وناراً تخترق صدر الطفل ورأسه
كنت أظن بأنني أصنع من حبي قلاعاً تحمي وطني، تمنع عنه قيظ الشمس، وإرتعاشة البرد، تمنع عنه الجوع، تمنع عنه الظمأ والخوف، تحمي حسنه وعروبته واستمد القوة من حبك..حتى رأيتك تقفين بإحدى الشرفات لتحية جند الإفرنج

وتهدمت قلعة حبي مع صورتك تلك، وسقطت بغداد مع قلعة حبي.. فلم تعد القلعة تحميها أو تمنع عنها الأخطار كنت أظن أن الحب يجعلني أحيا بعد الموت، يجعلني أحمل سيفاً أشهره في وجه الأعداء، يعطيني فرساً أمتشقه لأذود عن وطني، حتى أتحول أشلاء، فأعود لأنهض من موتي، ويصير الحب الأبدي سلاحاً أحطم به قيود الخوف والضعف..وأموت..وأنهض..وتعود طيور الحب لتبني في صدري أعشاشاً وتغني ..أصير وسيماً، وأضيف على طولي طولاً، أحطم أغلال الأسر، أحطم أغلال الحرب، وأموت وأعود لأحطم تلك الأغلال ..حتى رأيتك في اللوحة تقفين بإحدى الشرفات لتحية جند الإفرنج

ولم يعد حبك يحميني، ويأتي رصاص الغزاة ولا شئ يمنع هطوله فوقي، يخترق جسدي، يرديني تحت الأقدام قتيلاً لم يساعدني حب ميت على البعث من جديد، حملوا جسدي، ألقوني بقبو رطب، نظرت عبر القضبان، فصعقت أحد الحراس يغتصبك ويباشر تعذيبك
نهض حبي من جديد، فنهضت من موتي، بكيت الظن السئ بك، فها أنت يا أجمل نساء الدنيا تصونين العهد، عاد هواك إلى قلبي فعادت الروح إلى جسدي
نهضت..انطلق الرصاص ليقتلني..فحماني حبك منه وزاد عن جسدي القتلى
وأنا بمعجزة الحب النابض الناهض أنمو..أكبر..أتسامق..سأهدم بعد قليل هذا السجن، لأحطم أغلال الأسر، وأحرر الشمس العربية
ولكن كان الغدر..عدت لضعفي..لسقمي.. وقبحي..حين رأيتك يا ليلى تقفين بإحدى الشرفات لتحية جند الإفرنج
غابت عن وجهي صورتك..تمددت على خشب التعذيب وتاج الشوك على رأسي..بتروا قدماي، دقوا المسامير بيداي..رفعوا الصلبان..وتصمتين يا ليلى..فلا أسمع سوى صوت أجراس النصر لتعلن نصر الإفرنج
لا..لا تبكي يا ليلى فلا إثم عليك..فها أنذا فوق صليبي أبكي سقوطك وسقوطي وسقوط العرب.. أبكي غروب الشمس
فأنا أسلمتكما للأعداء..لأنني لم أعرف هدم الشرفات

4 comments:

الأباصيرى said...

أية يابنى دة
أية الأحساس دة

بجد رهيبة..

كلمة الشرفات اللى كان المفروض يهدمها ممكن تعبر عن حاجات كتير، ياترى كنت تقصد بيها أية بالضبط؟

أسلوبك جميل جدا
أنشاء الله هتشوفنى عندك كتييير

تحياتى

إبراهيم محسن said...

نورتني يا أباصيري وكلامك أسعدني
موضوع الشرفات ده كبير قوي..متعدد..حاول تشوف انت إيه الشرفات دي وتفكر بنفسك..هي مجرد إحساس بالشئ ملوش معنى أو شرح محدد

شرفتني وتشرفني دايماً

الزعيـمة said...

..لا تبكي يا ليلى فلا إثم عليك..فها أنذا فوق صليبي أبكي سقوطك وسقوطي وسقوط العرب.. أبكي غروب الشمس
فأنا أسلمتكما للأعداء..لأنني لم أعرف هدم الشرفات

**********************

رائـــع جدا
هدمت الشرفات لان لم تجد ما يحميها
الكل باع القضية وباع الشرف والحرية

اشكرك كثيرا على الاهداء
ودون اعجابي الشديد بما كتبت

إبراهيم محسن said...

مرحباً بالزعيمة

نورتيني فعلاً.وأرجو إن موضوعاتي تحوز إعجابك دايماً لأننا متشابهين..أنا زعيم من جوايا وإنتي زعيمة بس صارخة التعبير..بنكمل بعض

منتظر زيارات جميلة زي دي كتير
سلام