أسلحتهم النائمة استيقظت فجأة مع اقترابه ، تلعثمه ، ارتباكه ، ربما هي الأخرى كالكلاب التي طالما تحفزت كلما شمت رائحة عرقه والتي أيضاً تركض خلفه كلما ركض منها ، كان يقترب منهم وهو يتلفت حوله ، عرقاً غزيراً تصبب منه
اعتدلوا جميعاً فجأة ، كانوا أكثر من خمسة ، ارتبكوا هم أيضاً مع ارتباكه ، أشار أقربهم له بأن يتوقف ، فتوقف ، كان لا يزال يرتعش ، يرتبك ، تحسس قلبه بوهن وصدره يعلو ويهبط بقوه ، وهنا اندفع الجندي ناحيته ولطمه بكعب بندقيته بقوه على رأسه ، فسقط الرجل على الأرض وهو يتأوه
ابتعدوا عنه للحظة ، ثم اقترب منه جندي أخذ ينتزع ملابسه بحرص ، وهو عاجز عن الحركة ، كان يبحث عن متفجرات يخفيها الرجل في ملابسه ، وربما في حذائه . و تعرى الرجل أمامهم تماماً ، أيقن الجندي أنه كان على خطأ ، لا توجد أية متفجرات ، ولكن اقتراب الرجل منهم خائفاً جعلهم يظنون أنه يخفي شيئاً خطيراً ولا يوجد عندهم أخطر من قنبلة بشرية ، وأخذ الجنود يتناوبون ضرب الرجل بأقدامهم وقبضاتهم ، حتى مات
اقترب شاب يبتسم ، يطلق صفيراً منغوماً ، يتابع الموقف بلا مبالاة ، وقف بجوار أحد الجنود واضعاً يده على كتفه بود ، وربت على كتفه وهو يبتسم ، أخرج الشاب التبغ من علبته وأعطى الجندي منها ، فابتسم له الجندي بشغف وهو يأخذ منه السيجارة ، وضع الشاب يده
:على كتف الجندي وأخذه وتحرك إلى منتصف المكان تماماً وهو يسأله
ثقاب ؟
لا
لا عليك أنا معي
وتحسس الشاب جسده ، والجنود يتجمعون حوله منتظرون تبغه وثقابه ، ووضع الشاب يده داخل ملابسه ببساطة ، وفتح أزرار معطفه
لا
لا عليك أنا معي
وتحسس الشاب جسده ، والجنود يتجمعون حوله منتظرون تبغه وثقابه ، ووضع الشاب يده داخل ملابسه ببساطة ، وفتح أزرار معطفه
.بهدوء وهو يبتسم لهم ، ولم يعد هناك ما يقال