حديث إذاعي طويل
..منتظر اتصالاتكم على تليفون البرنامج-
قلتها بشكل روتيني.. كان الجميع في الاستديو يقاوم النعاس عداي.. فأنا اعتدت على هذا الوقت من العمل.. فأنا وطواط آدمي يعشق الليل.. خاصة أني لم أتزوج بعد.. رغم أني قد عالجت العديد من المشكلات الخاصة بالحب والزواج.. أثناء عملي بالجريدة أو من خلال هذا برنامج.. ربما تتغير أفكاري بعد الزواج.. بل ربما أمتنع عن هذا العمل كلية
قلتها بشكل روتيني.. كان الجميع في الاستديو يقاوم النعاس عداي.. فأنا اعتدت على هذا الوقت من العمل.. فأنا وطواط آدمي يعشق الليل.. خاصة أني لم أتزوج بعد.. رغم أني قد عالجت العديد من المشكلات الخاصة بالحب والزواج.. أثناء عملي بالجريدة أو من خلال هذا برنامج.. ربما تتغير أفكاري بعد الزواج.. بل ربما أمتنع عن هذا العمل كلية
مر وقت ولم يتصل أحد بعد.. ربما هي خطوط الهاتف.. فالبرنامج لاقى نجاحاً شديداً.. وإقبال رائع خاصة من الفتيات الباحثات دائماً عن الحب
..أفقت على رنين الهاتف فاعتدلت.. أخذت إشارة من المخرج أنها فتاة
ألو
ابتسمت وأنا أقولها رغم تيقني من أن أحد لا يراني
ألو
ابتسمت وأنا أقولها رغم تيقني من أن أحد لا يراني
..ألو-
..صوت خافت لفتاة.. تصورتها تتلفت حولها يميناً ويساراً وهي تتحدث
..صوت خافت لفتاة.. تصورتها تتلفت حولها يميناً ويساراً وهي تتحدث
أهلاً وسهلاً بحضرتك.. ممكن تعرفينا بنفسك؟-
..أحب أحتفظ بنفسي لنفسي.. ما اعتقدش إني أهم حد إنه يعرفني-
..لا أعلم لماذا توقعت تلك الإجابة.. ربما لأن الصوت مألوفاً
صوتك مش غريب عليه؟-
صوتك مش غريب عليه؟-
أيوه.. أنا كلمتك قبل كده.. فاكرني؟-
:بالطبع لم أتذكر أي شئ ولكني بدبلوماسية أجبتها
:بالطبع لم أتذكر أي شئ ولكني بدبلوماسية أجبتها
أيوه طبعاً.. إزيك عاملة إيه؟-
..الحمد لله.. بعت لك رسالة على الجريدة.. ومع ذلك مردتش عليها-
تذكرت الآن.. رسالة من فتاة عجيبة تخبرني أنها تحدثت معي عبر البرنامج.. رسالة تحمل قصة حزينة.. قصة حب ..تذكرت منها هذا المقدار فقط.. ولكن التفصيلات أبت أن تستيقظ في نفسي.. يبدو أن صمتي قد طال
بتتكلمي منين؟-
..يا له من سؤال سخيف.. لم أجد ما أقوله
تذكرت الآن.. رسالة من فتاة عجيبة تخبرني أنها تحدثت معي عبر البرنامج.. رسالة تحمل قصة حزينة.. قصة حب ..تذكرت منها هذا المقدار فقط.. ولكن التفصيلات أبت أن تستيقظ في نفسي.. يبدو أن صمتي قد طال
بتتكلمي منين؟-
..يا له من سؤال سخيف.. لم أجد ما أقوله
..من البيت-
اتجوزتي؟-
سؤال أشد سخافة.. تذكرت الآن أن مشكلتها تتعلق بأنها لم تتزوج بعد
.. اتقدم لي واحد.. دكتور جامعة.. أكبر مني بعشرين سنة-
سؤال أشد سخافة.. تذكرت الآن أن مشكلتها تتعلق بأنها لم تتزوج بعد
.. اتقدم لي واحد.. دكتور جامعة.. أكبر مني بعشرين سنة-
..قالتها بسخرية مرّة
وبعدين؟-
..راجل عاقل.. لكن رفضته-
رفضتيه ليه طالما عاقل؟-
لو هتجوز واحد علشان هو عاقل.. يبقى الأحسن لي إني أتجوز آله حاسبة أو كمبيوتر-
:أطلقت ضحكة.. أما هي فقد استمرت بعد زفرة حارة
على العموم أنا مش متصلة علشان كده، أنا حاولت اتصل الحلقة اللي فاتت بس معرفتش.. الخط مشغول بشكل ينرفز-
..انتي عارفة.. الضغط فظيع-
.. عارفة بس كنت أحب اشترك في الحلقة السخيفة دي-
صدمني أسلوبها الحاد.. وكاد المخرج أن يقطع الخط.. لولا إشارة مني تمنعه من فعل ذلك
صدمني أسلوبها الحاد.. وكاد المخرج أن يقطع الخط.. لولا إشارة مني تمنعه من فعل ذلك
طالما شايفة البرنامج سخيف.. بتتصلي ليه؟-
.. أنا آسفة.. أنا قلت الحلقة اللي فاتت مقلتش البرنامج كله.. البرنامج كويس.. ولولا كده مكنتش تابعته-
إيه اللي معجبكيش في الحلقة اللي فاتت؟-
..موضوعها-
..قالتها وكأنها تبصق
قصدك البحث الخاص حول الحب؟-
آه وخاصة الجزء اللي بتقول فيه أنه مفيش بنت وحشة.. قلت إن كل البنات جميلات-
معترضة ليه على ده؟-
-معترضة لأني ببساطة بنت مش جميلة
اندهشت لهذا الأسلوب.. لم أتوقع أن تنعت فتاة نفسها بالقبح
..إحنا كنا بنتكلم الحلقة اللي فاتت على الحب الروحي-
.. كلام فارغ ــ قاطعتني بحدة ــ مفيش حاجة اسمها الحب الروحي-
:قلت بنفاذ صبر
.....إزاي ! لو كنتي سمعتي تليفونات المتصلين هتعرفي إن-
..مراهقين-
..قاطعتني ثانية
إيه اللي يخليكي تقولي كده؟-
..تجربتي الشخصية-
أنا قلت إن كل بنت حلوة في عين اللي بيحبوها والدليل على كده إن فيه بنات جميلات جداً لكن مش محبوبين وفيه.. بنات أقل منهن جمالاً ومع ذلك محبوبات جداً
ليه قلت أقل منهم جمالاً، ليه مقلتش ببساطة بنات مش جميلات-
لأنه مفيش بنات مش جميلات-
..أنا بنت.. ومع ذلك مش جميلة-
..مش انتي اللي تشوفي ده.. غيرك اللي يشوفه-
.. غيري شايف كده-
..قالتها بمرارة
..لازم تكوني واثقة في نفسك ومتسمعيش لأي حد-
..أشار إلي المخرج محذراً.. وقت البرنامج لا يسمح لكل هذه المهاترات
أنا حاولت أحكي مشكلتي الحلقة اللي فاتت بس منفعش.. تجربة خاصة تهد كل اللي اتقال طوال ساعتين الحلقة اللي فاتت-
ممكن تدخلي في الموضوع مباشرة.. قولي مشكلتك وسيبينا إحنا نحكم-
..أوك.. أنا طالبة.. تقريباً عندي ستة وعشرين سنة-
:سألتها متعجباً
.. طالبة وعندك ستة وعشرين سنة-
:سألتها متعجباً
.. طالبة وعندك ستة وعشرين سنة-
..سبني أكمل-
..آسف-
أنا في رابعة تجارة.. مكنتش عاوزة أخلص دراسة.. بصراحة حياة الجامعة داخلة دماغي.. كنت خارجة من ثانوي وأنا بفكر في الجامعة نفسي أقابل حد أحبه ويحبني بجد.. رميت لبس المدرسة ولبست اللبس اللي يناسب بنت عندها عشرين سنة.. لكن للأسف اللبس مش كل حاجة.. شفت بنات كتير بتحب وتتحب.. وأنا لأ.. كل البنات بتتعاكس في الكلية.. وأنا لأ.. وعرفت طبعاً إن السبب إني مش حلوة.. ومفيش شاب بيعاكس بنت مش حلوة
.. وبعدين-
قلتها بضيق.. لا أحب هذا النوع من المشكلات العاطفية.. البحث عن الحب
:قالت
..الموضوع ده عملي أزمة نفسية كبيرة..وخلاني انطوي وابعد عن أصحابي-
ليه كده؟-
علشان مسمعش كلمة تجرحني.. زمايلي بيعاملوني كولد.. وده بينرفزني.. بتعمد إني ألبس لبس صارخ علشان ألفت نظرهم-
:ضحكت وأنا أقول
.. فكرة كويسة-
.. فكرة كويسة-
بس مجابتش نتيجة.. دايماً يقولوا إني أختهم.. حاجة تضايق فعلاً.. محاولة منهم إنهم يجاملوني.. بس محاولة سخيفة-
أكيد ميعرفوش إن الكلمة دي بتضايقك-
..يمكن.. المهم إن كل الحاجات دي كانت سبب إني أتحاشى أصحابي وخصوصاً البنات-
غيرانة منهم؟-
:ترددت قليلاً ثم قالت
.. أيوه.. وكمان علشان محسش بالنقص اللي عندي.. وغير كده بتضايق لما أتحط في مقارنة مع أي حد-
.. أكيد محدش يحب يقارن بحد تاني.. بس كملي-
من حوالي شهر كانت واحد صحبتي عاملة حفلة تنكرية في بيتها.. بصراحة فكرة تجنن.. وأهي نوع من التجديد وكان البيت زحمة موت شباب وبنات ورقص وضحك.. والمختلف إن الكل لابس أقنعة مختلفة الأشكال والألوان فما كنش حد يقدر يميز التاني.. وده كان هدف الحفلة.. إننا نعمل صداقات وعلاقات جديدة.. وكله يرقص مع كله من غير أي مشكلة
.. فكرة كويسة-
أكيد.. كان الجو جامد جداً.. بس أنا كنت واخده جمب من الحفلة.. عارفة إن محدش هيعبرني كالعادة.. اكتفيت إني..أقعد بعيد أتفرج.. كان الجو تحفة.. وفعلاً أكتر وقت اتمنيت فيه إني أكون جميلة
..قالتها بحسرة.. شعرت أني أراها عبر أسلاك الهاتف.. لا أعلم لماذا تخيلتها جميلة
:استرسلت في الكلام قائلة
فوجئت بشاب جاي ناحيتي.. كان مقنع برده.. اندهشت لما لقيته بيكلمني بود وطلب مني ارقص معاه تخيلته بيبتسم من تحت القناع.. اسلوبه كان رقيق جداً.. استغربت.. مديت ايدي ناحية وشي.. وعرفت سبب دعوته للرقص.. كنت نسيت إني لابسة القناع.. كان حظي حلو
..يعني هو طلبك للرقص كرجل عاوز يرقص مع بنت.. من غير أي اعتبارات تانية-
.. حاجة زي كده.. رجل وامرأة فسيولوجياً.. وإن كانت المرأة دي قبيحة-
وافقتي ترقصي معاه؟-
بتهرج ! طبعاً.. ده أنا كنت طايرة من السعادة..دي أول مرة..حسيت فعلاً إني بنت بجد..رغم إني برقص كتير قدام المرايا علشان أحس بأنوثتي.. بس كنت دايماً بتمنى أرقص مع راجل.. ودي كانت الفرصة..متصور إني أقدر أرفض؟
..أكيد لأ-
قمت معاه زي المسحورة.. محستش إلا بأيده وهي بتلف حوالين وسطي.. إحساس رائع-
اتكلمتوا في حاجة؟-
في الأول لأ.. كنت في عالم تاني.. والرقصة خلصت للأسف.. من ارتباكي سحبت نفسي للركن اللي كنت قاعدة فيه..وأنا مبهورة-
ده إحساس طبيعي تجاه شئ كنتي محتاجاه ودخل حياتك فجأة..تمام زي إحساس اللي يقعد أسبوع من غير ما يشرب والدنيا حر..والناس كلها بتشرب.. وفجأة تنزل عليه ميه ساقعة
محاولتش أترجم إحساسي..كنت مركزة إني استمتع بيه لآخر رمق..وبعدين سمعت موسيقى أسباني بحبها جداً هزيت جسمي مع الموسيقى بسعادة.. ولقيت نفس الشخص بيطلب مني إني أرقص معاه تاني
..جميل جداً-
وبعد شوية قعدنا نتكلم.. مقلتلوش عن اسمي.. طول الحفلة مبعدش عني.. اختفى خمس دقايق بس عدوا زي الخمس ساعات..خفت ليكون مشي.. لكن لقيته جاي بسرعة ناحيتي وفي أيده ورد.. عمر ما حد أداني ورد لحد اللحظة دي.. اعتراف يضحك.. مش كده؟
:قالتها وتهدج صوتها حزناً.. ثم استرسلت قائلة
.. على العموم الشبان مبيدوش ورد إلا للبنات الجميلات.. بس أحسن حاجة في الدنيا إن حد يهتم بيك.. انت عارف لقيته بيجري ناحية البوفيه وجابلي عصير برتقال.. وشربنا وضحكنا.. كانت دماغي بيدور مش مصدقة.. كأنه حلم ..اتمنيت إني مصحاش منه.. فعلاً فكرة الحفلة التنكرية دي رائعة.. ياريت كان ربنا خلق الناس كلها مقنعين
.. على العموم الشبان مبيدوش ورد إلا للبنات الجميلات.. بس أحسن حاجة في الدنيا إن حد يهتم بيك.. انت عارف لقيته بيجري ناحية البوفيه وجابلي عصير برتقال.. وشربنا وضحكنا.. كانت دماغي بيدور مش مصدقة.. كأنه حلم ..اتمنيت إني مصحاش منه.. فعلاً فكرة الحفلة التنكرية دي رائعة.. ياريت كان ربنا خلق الناس كلها مقنعين
:ضحكت قائلاً
..هو فعلاً ربنا خلقنا مقنعين.. بس أقنعة مزيفة بنداري بيها حقايق مش تمام
والقناع اللي كنت لابساه في الحفلة كان بيداري حاجات مش تمام.. وبسبب إن البنات كلهم كانوا لابسين أقنعة.. بقيت للمرة الأولى زيي زيهم.. لو كان شافني من غير القناع.. كان مستحيل يرقص معايا.. ولا حتى عبرني
-مش ضروري
قلتها بتحد
-مش ضروري
قلتها بتحد
على العموم اتكلمنا في حاجات كتير.. والوقت إتأخر.. وللأسف كنا مضطرين نمشي.. طلب مني بإسترجاء إننا نتقابل تاني.. طبعاً أنا ما-
صدقت.. بس هنتقابل طبعاً من غير أقنعة.. قاللي كده وهو بيتحسس قناعه.. وأنا زعلت.. هو لازم نقلع الأقنعة؟
..أكيد.. مش هتعيشي عمرك كله بقناع-
أهو أحسن من الحقيقة.. بس كنت لازم أقابله تاني.. حسيت إن الدنيا أخيراً بتبتسم لي..اتفقنا نتقابل تاني يوم في كافيه.. مشهور.. قلتله إني هكون لابسة فستان أزرق.. ووصلني للبيت والأقنعة لسه على وشوشنا
!..غريب-
.. ده كان شرط الاحتفال.. إن محدش يقلع قناعه قدام حد-
..شرط غريب-
بس مفيد.. طبعاً الليلة دي منمتش.. كنت بفكر فيه.. وبتخيل شكله.. ولما نمت بصعوبه.. حلمت بيه أسمر طويل..قوي.. وشوية أشوفه أبيض عينه عسلي.. بس حبيته في كل الوشوش
عجيبة.. حبيتي واحد متعرفيش شكله؟-
:قالت بسخرية
وإيه علاقة الشكل بالحب.. مش ده اسمه حب روحي
لم أجد ما أقوله.. وضحك كل من في الأستوديو من حولي.. قالت
لم أجد ما أقوله.. وضحك كل من في الأستوديو من حولي.. قالت
رحت تاني يوم قبل المعاد بعشر دقايق.. وقعدت على أول ترابيزة ناحية الشمال ــ زي ما اتفقنا ــ كانت عيني بتبص.. لكل واحد بيدخل المكان.. بس أنا كنت عارفة إني هعرفة بمجرد ما أشوفه
.. عارف.. بيسموا الموضوع ده عين البصيرة-
يسموه زي ما يسموه.. المهم جه في المعاد بالظبط.. عرفته على طول..بص ناحية أول ترابيزة.. وبصلي.. أسمر.. وعينه جميلة وقوية.. دار بعينه في المكان.. وراح ناحية أول ترابيزة ناحية اليمين
مش اتفاقكوا كان ناحية الشمال؟-
فعلاً.. يظهر أنه نسي.. أو متصورش إن الدميمة دي هي اللي كان بيرقص معاها-
قالت الجملة الأخيرة بمرارة.. وصمتت.. شعرت أنها تبكي.. ولكن تكتم دموعها.. تمنيت لو أحتوي تلك الفتاة جميلة الروح
:قالت أخيراً
فعلاً.. يظهر أنه نسي.. أو متصورش إن الدميمة دي هي اللي كان بيرقص معاها-
قالت الجملة الأخيرة بمرارة.. وصمتت.. شعرت أنها تبكي.. ولكن تكتم دموعها.. تمنيت لو أحتوي تلك الفتاة جميلة الروح
:قالت أخيراً
قعد قدامي.. وكان بيبص ناحيتي من حين لآخر.. بس من غير اهتمام.. كان كل اهتمامه بالباب والساعة.. وبعد ساعة.. كاملة.. قام ومشي
..صدمت حقاً
..صدمت حقاً
مشي؟-
:قالت متألمة
فهمت للأسف.. كان بيدور على وش تاني غير وشي.. قلبي وجعني بجد.. كنت عاوزة أجري وراه وأحضنه.. بس كبريائي منعني.. مش عارفة حتى إن كنت أقدر أعمل كده ولا لأ.. مكنتش عاوزة أكسّر الصورة الجميلة اللي رسمها لي جواه.. يكفي إنه يحبني لتصور جواه.. أكيد أفضل من الحقيقة
..الحقيقة أفضل من الخيال دايماً-
اللي إيده في الميه مش زي اللي إيده في النار.. عرفت ليه أنا مبصدقش حاجة اسمها الحب الروحي.. والجمال الروحي.. ده كلام روايات مين اللي يهتم بالبنت القبيحة.. الدميمة.. علشان كده عاوزة أسألك.. مين اللي محتاج كلامك عن الحب..؟ علشان يوصل للحب.. لو كنت جميلة مكنتش هحتاج لنصائح علشان أوصل للحب.. كان هيجيلي لوحده
:كنت من داخلي أشعر أنها على حق.. قلت مواسياً
.. كل إنسان فيه حاجات حلوة كتير.. بس مبيشفهاش-
:قالت
تعملّي إيه الحاجات الحلوة لو أنا مش جميلة.. أنا حزينة.. لأني مليش مكان في عالم كنت بتمناه.. عالم الحب.. العالم ده للجميلات بس.. أنا حبيت للأسف.. بأي حق.. ألعن نفسي.. أنا وحشة.. ببص لكل الجميلات بحسرة.. حتى أختي اللي بتسهر للصبح على التليفون.. شباب بالآلاف بيكلموها.. قول لي أعمل إيه؟ ليه ربنا بيخلق بنات جميلات وبنات قبيحات..؟
..كانت شبه باكية
:قلت باستسلام
زي ما بيخلق الربيع بزهوره.. والخريف بشجره الميت.. زي ما بيخلق واحد طويل وواحد قصير.. زي ما بيخلق الجميل والقبيح.. بس المهم هو نظرتنا إحنا للجميل والقبيح.. في ناس بتكره الشتا.. وناس بتكره الصيف.. ناس بتحب البحر.. وناس بتكرهه.. ناس بتشوف غروب الشمس جمال وسحر.. وناس بتشوفه موت وفناء.. المهم إنتي شايفة الجمال إزاي؟
مش عارفة من ساعة ما كبرت وحسيت إني المفروض بنت بس ده مش صحيح.. معنتش بشوف حاجة.. آسفة أنا طولت عليك.. وكمان -مش هقدر أكمل.. تعبت.. آسفة مضطره أقفل.. وهكلمك مرة تانية
يا ريت.. نورتيني يا...... معرفتش اسمك؟-
..رغم إنه مش هيفرق معاك بس هقولك.. جميلة.. اسمي جميلة-
ثم أغلقت الخط.. توالت الاتصالات بعد ذلك تتحدث عن تلك الفتاة.. البعض يوصفونها بالماسوشية.. والبعض يبكون- ..لأجلها.. وأنهيت الحلقة دون حل
لا أعرف.. ظل كلامها يدور في رأسي كثيراً.. هل ستتصل بي ثانية أم لا.. يبدو أنها لن تتصل.. في هذه الأيام أخذتأنظر للبنات اللائي لسن على قدر من الجمال.. تذكرت قول إحداهن " لما بروح السينما باقطع تذكرة الصف الأول مبشوفش حد.. وبالتالي محدش بيشوفني " هذه كلمة سمعتها وأنا طالب في الجامعة..إنها لم تكن جميلة أيضاً وبشكل غريب أخذت ألاحظ اللواتي يتجولن وحدهن.. والجالسات في المسرح والسينما دون رفيق.. إنهن جميعاً لسن على قدر من الجمال فأخذت تلاحقني فكرة " أن كل واحدة منهن كانت في حفلة تنكرية.. وأنهن يكبتن حباً ما"
أما أنا فلم أعرف ماذا أفعل لصاحبة الاتصال.. وبماذا يمكن أجيبها؟.. إليك أيتها الفتاة الحزينة أكتب فقط.. فليحزن الناس قليلاً من أجل قصة حبك.. ويتسامرون حولها.. لعل حبيبك صاحب القناع يقرأ القصة
تذكرت سؤال سألتني إياه إحداهن بعد الحلقة بعدة أيام.. وأنا أحاول أن أؤكد على نظرية الحب الروحي.. " أنت مثلاً ..مش متجوز.. ممكن فيوم تتجوز واحدة مش جميلة " وفي ذلك الحين لم أجد ما أقوله
ذهبت للأستوديو في الليلة التالية.. وتوجهت ناحية ملفات الحلقات الخاصة بالبرنامج.. كان ملف حلقة " لا توجد بنات قبيحات " لا يزال على السطح.. قرأته مراراً.. ثم لم أجد أمامي إلا أن أودعه سلة المهملات